هيَ لم تكنْ يدَه التي تمتد نحوي
حين أنظرُ فيهِ ,
أو أحتدُّ في ضعفٍ عليهِ
و لم تكنْ أحداً .. سواهُ
" الحبُّ في المنفى " *
قرأتُ , و لا أفسِّرُ بالقصيدةِ
ما هوَ الـْ ... !
أو منْ هيَ الـْ ... !
حبٌّ
و منفى !
..
________________
مُتقابِلينِ على أرائكِ وحدةٍ فضيّةٍ
كنّا ,
كما كان البدائيونَ ..
لا لغةٌ تُفسر صمتنا
أو خِطَّةٌ
للبدءِ في شيءٍ يُسمِّيهِ البلاغيون إيجازاً
لِننهيَ ما بدأنا من إشاراتٍ
تعدَّتْ
- حين خطَّ ترابُنا فوقَ الأماكنِ ظلَّنا -
عشرين باباً في كتابِ الوقتِ
كُنّا مُتعَبيْنِ
كأننا جِئنا من الجهةِ التي خَلْف المجرَّةِ
حامليْنِ بياضَها
تعباً على تعبٍ
جلسنا في جمالياتِ الأرضِ
نحسبُ زخرفَ الأشياءِ جوهرَها
و نعقد ماءَ دهشتنا على رأسِ النهارِ
و نستديرُ هنا .. هناكَ
لنا نِقاطٌ لا تُحدِّدها العيونُ
لنا مدًى من تيهِ نظرتِنا
و من رؤيا مشرَّدةٍ
على أبراجِ كابوسِ المشاكلِ
نستظلُّ بما رُزقْنا من غدٍ طفلٍ
بوادٍ غير ذي زرعٍ
و بيتٍ قد يؤسِّسُه الحمامُ
لهُ نوافذُ باتساع قلوبنا
سقفٌ حريرٌ
لا يمانعُ أن تكونَ الشمسُ ضيفتَنا صباحاً
أن يكونَ الليلُ قمريّاً
و بابٌ صاعدٌ من بحرِ أعيادٍ مُفاجِئةٍ ,
سريرٌ .. واحدٌ ! .
و مِنضدةٌ
و كرسيّانِ !
..
كُنّا
تخافينَ الغيابَ
و تهتفينَ :
" أيا سحابةُ ضمِّديهِ
إذا تعثَّرَ قلبُهُ
و رأتْهُ عينٌ لمْ تُصلِّ عليهِ
يا عنوانُهُ يَمِّمْهُ نحوي
كُنْ أنا " .
..
كُنّا
أخافُ عليكِ من جرحِ المدينةِ
فاسْلَّمي من كل صوتٍ
لا يبسملُ قبلَ ذِكرِكِ
كلِّ أرضٍ
لا تُكبِّرُ في خُطاكِ
و كلِّ نخلٍ لا يُسَاقطُ ساجديِهِ
إذا رآكِ
و كلِّ نهرٍ لا يسبِّحُ
بِاسمِ مَنْ آتاكِ قلباً فاتِناً
..
كُنّا
ثلاثةَ فاقِدينَ
أنا و أنتِ .. و صمتُنا
مُتناسقينَ
مُثلثاً شحبتْ ملامحُهُ
و منشوراً زجاجيّاً
تخلَّلهُ الدُخَانُ
الصمتُ .. يفتقدُ الكلامُ
و أنتِ تفتقدينَني ...!
أمّا أنا
أخشى إذا أغمضتُ عيني مرةً
أبصرتُ ظلّكِ باكياً
و الفقدُ أعمى يا حبيبةُ
لا يصيبُ سوى الأحبَّةْ !!
..